بسم الله الرحمن الرحيم
لا يختلف المسلمون في كون محمد خاتم الأنبياء والمرسلين وهو مرسل للناس
كافة، وبموته انقطع الوحي إلى يوم القيامة، وعلى المسلمين من بعده نشر
الإسلام في جميع أنحاء العالم. ويحتل محمد حتى الآن مكانة خاصة في قلوب
المسلمين السنة بغض النظر عن درجة تدينهم، فيرفضون التحدث عنه بشكل سيء أو
تمثيله بالصور أو الصوت.
أما بالنسبة للشيعة فإن محمد خاتم الأنبياء ومرسل للناس كافة، لكنهم يعتقدون أن قيادة المسلمين من بعده لل
أئمةالمعصومين من نسل علي وفاطمة الزهراء ، الذين لهم مكانة ومعجزات توازي
الأنبياء، وبهذا فإنهم يؤمنون أن محمداً ظل يهيئ المسلمين لما بعد وفاته،
وكان يدعوهم لمبايعة علي بن أبي طالب أول الأئمة من بعده على السمع
والطاعة، وهم يرفضون كل ما يسيء إلى شخص النبي محمد من نسب قول أو فعل له،
بل أقروا له بالعصمة التامة وأنه خير خلق الله وهو حبيب الله وصفيه وهو
شفيع أمته في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
[عدل] وجهة نظر المسيحية واليهوديةبالنسبة
للمسيحية واليهوديةفإن محمد مدعي للنبوة يطمح للسلطة والملك، فقام بادعاء النبوة ليصل إلى ما
يريده، ويعتبرون القرآن وتعاليم الإسلام أغلبها مشتق من كتب المسيحية
واليهودية مشيرين إلى علاقته ب
ورقة بن نوفل و
قس بن ساعدة، كما يعتقد بعضهم أن
الراهب بحيرى ساعده في كتابة جزء من القرآن.
ويرد علماء المسلمين، على ما يصفونه بالفرية، بردود من وجوه عدة.
فالوجه الأول هو كون النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يلتق بقس إلا مرة
واحدة شاهده فيها، ومن وجه آخر فإن ورقة بن نوفل وقس بن ساعدة لم يأتيا
بشيء سوى التوحيد واثبات الرسالة، وأما النبي محمد صلى الله عليه وسلم فقد
جاء بتشريعات وأحكام وتفاصيل عقائد لم يعرفها هؤلاء، وأما بحيرى الراهب
فلم يلتق بالنبي صلى الله عليه وسلم سوى ساعة من نهار، ويقول عبدالرحمن بن
حسن الميداني : "وهذه الأكذوبة التي يدعيها هؤلاء من اليهود والمسيحيين لم
تُعرف في أسلافهم، فهي أكذوبة محدثة فلا دليل لهم عليها من التاريخ وهي
تحدي للتوثيق التاريخي
[34]،
وبما أنهم قد ادعى وجود جزء كتبه له بحيرا الراهب فهذا يعني قدرتهم على
تعيين هذا الجزء، وهذا ما لا يستطيعوه، علما بأن تقسيم القرآن إلى أجزاء
هي اجتهاد في عصر الحجاج بن يوسف، وليست من الوحي. كذلك من وجوه الرد على
هذه الفرية أن الديانة المسيحية تتناقض تماما مع الدين الإسلامي، عقيدة
وتشريعا فلا يمكن بهذا أن يكون بحيرا الراهب قد ساعد النبي صلى الله عليه
وسلم في كتابة القرآن، والوجه الأهم في الرد على هذه الشبهات أنه لو كان
القرآن من كتابة بشر لكان بمقدور البشر كتابة كتاب مثله، وهذا ما لم
يستطعه البشر خلال 14 قرنا.
وأما ادعائهم أنه النبي محمد صلى الله عليه وسلم مدعي للنبوة طامح للسلطة والملك فقد ثبت بأن
عتبة بن ربيعة جاءه وعرض عليه كل شيء ليترك دعوته حتى قال له "وإن كنت تريد به ملكا ملكناك علينا"
[35]أما في العصر الحديث؛ فاختلفت الوجهات خاصة عند الغرب، حيث توجد نظرة
إيجابية تعطي لمحمد بن عبد الله مكانة محترمة كشخصية مؤثرة لقيامه بمواجهة
فكر وثني كان سائدا في شبه الجزيرة العربية ووحد العرب على ديانة توحيدية
يعبد فيها الله وتحترم الملائكة والأنبياء وعقيدة مشابهة لما جاء في
العهدين القديم والجديد ظل فكرها سائدا إلى الآن؛ ونظرة منتقدة محافظة
وغالبا ما تتهمه بالدعوة للعنف والقتل، ومنتقدين نظرته حول المرأة
والعبودية، مستندين لبعض الآيات القرآنية والأحاديث والمرويات التاريخية
التي يرونها تدعم أرائهم حول محمد.
[عدل] وجهات نظر أخرى
- تعتبر البابية والبهائية محمد أحد الأنبياء والرسل، لكنه ليس آخرهم فهناك من بعده حسب رأيهم الباب والبهاء، ويعتبرون تعاليم محمد منسوخة بتعاليمهما.
- يعده ناناك مؤسس الديانة السيخية أحد رسل البراهما.[36]
- تعتبره كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة من الإصلاحيين إلى جانب كونفوشيوس وكذلك الفلاسفة مثل سقراط وأفلاطون
وغيرهم، وسيأخذون الجزاء عند الله على ضوء القيم الأخلاقية التي أعطيت
لهم، ولدعوتهم للتنوير وتحقيق مستوى أعلى من التفاهم بين الأفراد.[37]
- يعتبر الحاخام اليهودي موسى بن ميمون أن محمداً ساعد بتأسيسه للديانة الإسلامية على إعادة الناس إلى الله بعد أن كانوا يعبدون الأوثان فيما يعتبرها خطوة تمهيدية لظهور الماشيح وتوحيد العالم على عبادة الله.