@@رواية الهمسات المشتعلة@@
ملخص الرواية...
لامار فتاة غير عادية يوقعها حظها العاثر وجمالها الاخاذ فى قبضة نيقولا
الايطالى الثرى الوسيم الذى يقايضها على منحها القرض لايقاف الشركة التى ورثتها عن و
عن والدها من السقوط..فهو صاحب البنك؟؟ الناهى والامر..ولكن ما اصعب
المقايضة حين يكون المقابل هو الزواج منة؟؟
زواج ابدى..وهى من حطم قلبها انطونى ديميرا من قبل.. واقسمت الا تستسلم لرجل مرة اخرى...
ترى كيف ستكون المواجهة...كيف سيكون الصراع ... من سيضع قوانين اللعبة
بينهما... وهل سيتمكن نيكولا من اذابة الجليد بهمساتة المشتعلة؟؟؟
ما هو السر الذى اخفاة عنها.... هل ستسامحة؟؟؟
الفصل الاول
دخل انطونى اليها غاضبا كالاعصار...يصرخ بعصبية شديدة....
وهو يجلس امامها على المقعد الذى تستلقى علية لامار عند بركة السباحة...لا
ادرى حقا ما الذى دها والدك...ان الرجل قد جن....اتصدقين بانة يهددنى ان
ابتعد عنك..وقد رفض اعطائى المبلغ التافة من النقود الذى طلبتة منة كسلفة
لاكمل بة مشروع المطعم الذى اقترب موعد افتتاحة!!!!
ـ رفعت لامار نظارتها الشمسية عن عيناها تتامل الرجل الجالس امامها بعصبية
وغضب...قالت لنفسها...اوة..كم يبدو رائعا وهو غاضب....ابتسمت لة بحب
قائلة...ما الامر حبيبى لماذا كل هذا الغضب...
انا متاكدة من ان والدى لم يكن يعنى ما قالة...انة فقط يخاف على
كثيرا...ولا يأمن لاى مخلوق حين يتعلق الامر بى...كما تعلم طونى..لم يتبقى
لة سواى...بعد وفاة والدتى وعمى...
ـ زفر طونى بحنق ونفاذ صبر...اعلم جيدا لامار...ولكن...انة يهددنى لكى
ابتعد عنك..انا لم اعد افهم...الى متى سيظل غاضبا من علاقتى بك...متى
سيرضخ للامر الواقع...لقد مر اكثر من نصف عام على علاقتنا...والى الان لم
يقتنع بى كشخص مناسب لك....الى متى لامار..الى متى؟؟!!
ثم انة يرفض اقراضى هذا المبلغ التافة...زفر بحزن...لا احدا يثق بى...حتى
عائلتى لا تريد الوقوف الى جانبى...ينظرون الى كولد صغير طائش...يحتاج
دائما الى من يراقب تصرفاتة ...ويحمية من جنونة....لا احد يثق بقدراتى
سواك حبيبتى....
ـ قالت لامار وقد نهضت مقتربة منة تحتضنة بحب...اوة ارجوك طونى ...لا داعى
لكل هذا الحزن...الا اكفيك انا...انا اؤمن بك كثيرا...واعلم انك
ستنجح..وستثبت للجميع قدراتك ...ولن يستهين بك احد ابدا..سواء كان شقيقك
او والدى او اى مخلوق ايا كان..
نظر اليها بحب قائلا..كم احبك لامار..انت فقط..من تشعريننى بالثقة...وتعطينى املا فى ان استمر...
اقترب منها معانقا..ومشاعرة عصفت بعقلها...وقال من بين انفاسة
المتلاحقة...يجب ان تقنعية لامار,,,يجب ان يعطينى والدك المال....انة املى
الاخير....حاولى لامار..أرجوك!!!
اجابتة لامار من بين انفاس متهدجة..نعم حبيبى...اعدك باننى ساحاول ما
استطعت ان اقنع والدى...اوة..كم احبك طونى...عدنى الا تتركنى ابدا...
ابتعد عنها قائلا...اعدك لامار..الا يفرق بيننا سوى الموت...دست اناملها
فى خصلات شعرة البنية الداكنة تتاملة بحب ...لم يكن وسيما بالمعنى
المعروف...ولكنة كان يملك الجاذبية التى تدير رأس اى فتاة...
عيناة باللون الاخضر الفاتح...انف قصير صغير..وفم رفيع رقيق...لقد اسرها
منذ ان راتة فى العام السابق حين قابلتة فى اليونان اثناء رحلة
الكلية....اقتربا من بعضهما سريعا ولم تعى لنفسها الا وقد وقعت فى حبة
وتعلق هو ايضا بها...عاد معها الى ايطاليا...وعلمت منة ان شقيقة متواجد
دائما فى روما...ليتابع اعمال العائلة...وبالتالى كان ذلك يسهل عليهما
اللقاء...
ـ فوجئت بدخول والدها عليهما...وقد تطاير الشرر من عينية صائحا فية...امازلت هنا انطونى...الم احذرك من ان تبتعد عنها...!!!
ـ نهضت لامار قائلة بحزن...ابى من فضلك انا احبة...لماذا تصر على ايذائى...!!!
ـ قال والدها بغضب...انة ليس الشخص المناسب لك...حتى ان عائلتة لا تثق بة
كفاية لتقرضة ما يحتاج من اموال...فكيف اثق بة انا...انة شاب طائش...لا
أامن عليك برفقتة...
ـ صاح انطونى بحنق...اوة...لا سيد باولو...ستقرضنى ما احتاجة من مال...انا
لست بطائش...على الاقل ليس بمقدار طيشك انت...لا تجبرنى على تحطيم صورتك
امامها...لا تجبرنى...رفع يدة نحو والدها محذرا!!
ـ امسكت لامار بذراعة تسالة متوسلة...ماذا تقصد بقولك طونى...بتحطيم صورة والدى...
ـ قال والدها بسخرية...ها قد ظهر على حقيقتة لامى...غلبت طباعة السيئة
واصلة القذر علية....انة يحاول الان ان يوقع بيننا لاننى لم اقبل اقراضة
المال...
ـ قالت لامار بحزن...هل حقا ما يقولة والدى طونى...هل تحاول الايقاع
بيننا...لا طونى...لن اسمح لك ابدا...الا والدى...انة كل ما تبقى لى فى
هذة الدنيا...ارجوكما...لا تضعانى بينكما فى موقف الاختيار..انا لا احتمل
ما يجرى هنا...انا لا افهم ...امسكت براسها من الاعياء...
ـ صاح انطونى ...ان اصول عائلتى ليست قذرة...ليس لان اجدادى كانوا مزارعين
فقراء...اكون باصول قذرة...بل انت هو القذر باولو فيرناندو...التفت اليها
قائلا..والدك العزيز الذى يمثل امامك دور الرجل ذو المبادىء والقيم..والذى
يهيننى دون سبب ..الا لاننى احتاج مساعدة فى ازمة امر بها...ولا اجد من
يساعدنى سواة...والدك يا عزيزتى ...والدك...قال من بين اسنانة..يهز راسة
محاولا ان يتمالك اعصابة...اللعنة عليك يا رجل...لا تجبرنى على ما سافعل...
ـ قال والدها بسخرية...انت مجرد جبان قذر...لن تجرؤ على فعل شىء..لانك لا
تملك اى شىء...كل ما تهدد بة سخافات لا معنى لها...اخرج الان من بيتى لا
اريد ان اراك قرب ابنتى بعد الان...نظر الية باحتقار قائلا...حثالة!!!
ـ ابتسم طونى بسخرية..اوة..لا..لست انا الحثالة...بل الحثالة هومن يعمل
لدى المافيا..كاحدى اذرعها الممتدة لكل مكان...يبطشون بة على
الضعفاء...يحرقون بة ويخربون...انت هو الحثالة سيد باولو..وليس انا...
ـ اقترب والدها ممسكا بياقة كنزتة مهددا...كيف تجرؤ ايها الحقير...ساقتلك
الان بيدى..تحاول ان تشوة سمعتى وصورتى امام ابنتى الوحيدة...حقير كاذب
...ساقتلك..اقسم انى ساقتلك...
ـ وكان العالم يدور من حولها...تمسكت بظهر مقعدها تتجنب السقوط...انة
كابوس رهيب...لا تصدق ما تسمعة..كيف يكون طونى بتلك الحقارة...يشوة سمعة
والدها لرفضة ان يقرضة بعض المال...كيف خدعها طوال الوقت...
ـ انتبهت على صراخهما الذى تحول لعراك عنيف...اندفعت لتقف فاصلا
بينهما...توقفا...ارجوكما توقفا الان...لم اعد احتمل...اذهب من هنا
طونى...لا اريد رؤيتك مرة اخرى..انت كاذب طونى كاذب...لا يمكن ان اصدقك
ابدا...انة والدى...اتفهم..والدى...لن اسمح لك بان تهينة وتشوة سمعتة
امامى ابدا...ليس لى غيرة..انة كل ما املك فى هذا العالم...اذهب
طونى...اذهب...لا اريد ان اراك مرة اخرى...انا اكرهك طونى...هل
تسمع...اكرهك..
ـ نظر اليها طونى مصدوما...لامار..انا لم اكن اقصد...ولكن صدقينى انها
الحقيقة...انا لا اكذب....ارجوك لامار اعطينى الفرصة لاشرح لك...
ـ قالت ببرود وقد تجمعت بعيناها دموعا كالجليد القاسى الذى تشعربة داخل
قلبها...لا طونى..لا يوجد ما تشرحة..ولا يهمنى ان اسمع ما تريد
قولة...انتهى الامر....
ـ تنفس طونى بعمق وقد نظر لوالدها بسخرية...ربحت المعركة سيد باولو
فيرناندو...مسكينة لامار..اشفق عليك حقا...ولكنى ساكون كريما معك وساخيرك
للمرة الاولى والاخيرة...اما ان تاتى معى الان...او ساخرج من حياتك الى
الابد...انها فرصتك الاخيرة لامى..لتتحررى كما اخترت انا حريتى...!!
ـ اجابتة ببرود..اخرج انطونى..انتهى الامر...لن اسمح لك برؤيتى مرة اخرى...صاحت بهستيرية..اخرج طونى...اخرج...
ـ قال انطونى بحزن..الوداع لامار..اعلم جيدا انك ستندمين يوما ما...واشفق
عليك من هذا اليوم...وخرج مسرعا من المكان بعد ان رمى والدها باقسى واشد
النظرات احتقارا وازدراء...
رمت بنفسها بين احضان والدها دون ان تبكى...لقد غلفت البرودة
قلبها..وتجمدت الدموع فى عيناها الى الابد...ضاع حب عمرها الوحيد..وضاعت
معة احلامها السعيدة...فى ليلة تشبة الكابوس المرعب...سمعت نفسها تهمهم
بكلمات خافتة...انا اسفة يا ابى....وشعرت بلمسات يد والدها الرقيقة تربت
على شعرها مطمئنة...
كانت الثامنة صباحا حين تطايرت ستائر النافذة العتيقة بدخول الهواء البارد
لشهر مارس معلنا قرب انتهاء فصل الشتاء..اتقطع شريط تلك الذكريات البعيدة
التى مرت منذ ثلاث سنوات بدت وكانها الدهر... وكعادتها وقفت لامار امام
مراتها بالغرفة دون ان تهتم باغلاق النافذة رغم لسعة البرودة....
ارتعشت اصابعها الرقيقة وهى تحاول اغلاق اخر ازرار الجاكت القصير لبذلتها
الرمادية والتى اختارتها للمقابلة الهامة التى ستتم اليوم فى بنك
كريستيانو اكسبريس......فى محاولة اخيرة منها ان تحصل على قرض بمبلغ مناسب
بعد ان رفضت عدة بنوك من قبل طلباتها العديدة لتحصل علية.. لسخرية
القدر..ها هى تقف نفس الموقف الذى كان فية طونى من قبل..تحتاج لمن يؤمن
بها ويثق فى قدراتها...فى رايهم ان الضمانات التى تقدمها ليست كافية
لتغطية مبلغ القرض المطلوب... رغم انها تقدم تقريبا كل ما لديها ...
الفيلا التى تقيم فيها...الارض المبنى عليها الشركة...وحتى الارض التى نقب
فيها والدها عن الذهب... كل ذلك لم يكن كافيا...
والان لم يبقى امامها سوى امل واحد...بنك كريستيانو اكسبرس... سمعت ان
لدية مرونة فى التعامل وتسهيلات للسداد ......حين قرأت بنفسها الجريدة
التى تعلن عن تلك التسهيلات..منذ شهر مضى...وحينها واتاها الامل فى ان
تحصل على المال الذى الذى تحتاجة بقرض من هذا البنك!!!!
ـ وبالتالى بعد تأخر البنك فى الرد على الطلب الذى تقدمت بة لاكثر من
ثلاثة اسابيع...تقدمت بطلب للحصول على مقابلة مع مدير البنك للاستفسار عن
سبب تاخير الرد....
تنفست بعمق تملأ رئتيها من الهواء البارد العابق بنسائم البحر ورائحة الياسمين التى تدخل لنافذتها من حديقة الفيلا.......
تطايرشعرها الاسود الرائع منسدلا بكثافة ولمعان خلف ظهرها .... لقد استعدت
جيدا لهذة المقابلة برغم بعض الهالات السوداء حول عينيها من جراء ليلة
طويلة مرت عليها بارق.... حاولت ان تخفى ذلك ببعض مساحيق التجميل..
ونجحت.... عيناها الواسعتان قد زادتا اتساعا بوضعها الكحل والماسكارا وظهر
لونهما اكثر وضوحا ازرق قاتم مشوبا بظلال رمادية وقد ورثت عيناها وشعرها
عن والدتها الراحلة فلامار خليط من الدماء التركية لوالدتها ....
والايطالية لوالدها فورثت عنة انفة المستقيم وقامتة الطويلة الممشوقة ولكن
شفتيها المكتنزتين المليئتين وعودا واغراء يزينها شامة صغيرة سوداء على
طرفها فكانت لوالدتها التى تذكر جيدا كم كانت فاتنة ورائعة بشهادة الجميع
حتى فى اخر ايامها عندما هزمها المرض كم كانت فترة صعبة على والدها..
ــ والدها الحبيب الذى حاول ان يظل متماسكا من اجلها بعد فقدة والدتها
حبيبة عمرة ..... كانت بجانبة دائما خاضا معارك الحياة جنبا الى جنب
بحلاوتها ومرارتها....
ـ كانت بجانبة حين قرر العودة لارض موطنة..ايطاليا وحين بدا التنقيب
والبحث فى الارض التى ورثها من والدة واجدادة عن الذهب حلم حياتة الذى
تخلى عنة لفترة طويلة من اجل البقاء بجانب زوجتة فى تركيا حين التقيا صدفة
عندما سافر لتركيا فى رحلة عمل ..... ليصارع معها ضد عائلتها لحرمانها من
موافقتهم على الزواج بة فقد كان من تقاليد العائلات عريقة النسب كعائلة
والدتها جولياسوليمان.. الا تتزوج الفتاة الا من احد اقاربها حتى يكون
هناك ضمان لتبقى الاملاك داخل حدود العائلة وحتى بعد موافقتهم استمر
الصراع حتى تحصل والدتها على ميراثها وبرغم محاولات والدها فى جعلها تتخلى
عن هذا الميراث فهو كان سليل احدى العائلات العريقة فى ايطاليا ...باولو
بيرناردو من عائلة بيرناردوالاغنياء فاحشى الثراء..لم ترضخ والدتها حتى
حصلت فى النهاية وبعد عذاب على جزء من حقها...لكن وبعدها للأسف...انقطعت
كل صلات الود بين والدتها وعائلتها الناقمة عليها بيتركيا...عدا واحدة
فقط...كانت تراسلها سرا من ان لاخر...او تتصل بها تليفونيا ...لكى تطمئن
عليها...وعلى
احوالها...تلك المرأة كانت خالتها ليلى.....وهى تصغر والدتها بسنتين..وحتى
بعد وفاة والدتها استمرت خالتها بالاتصال بها...ولم تنقطع الصلة بينهما
حتى هذة اللحظة...
تعترف انها تجد فيها رغم المسافات البعيدة التى تفصل بينهما بعض العزاء عن
والدتها الراحلة...ورغم انها لم ترها من قبل الا فى بعض الصور التى ارتها
لها امها...فهى تكن لها مشاعر الود والعرفان...وتكون سعيدة دائما حين تسمع
صوتها فى مكالمة تليفونية من وقت لاخر...
وقد لاحظت مؤخرا ان خالتها بدات تحاول أقناعها بزيارتها فى
اسطنبول...ولكنها الان مشغولة بمشاكلها فى الشركة ولا تجد الوقت لكى تقرر
القيام بتلك الزيارة....ربما حين تنتهى مشكلاتها !!!!
************************************************** ***********************
يــــــــــــتبع