أعجب الجميع بالشالي جدا واختار كل ثنائي الغرفة التي سيقيم بها... وأخذت أنا الغرفة المتبقي... فلا احد يهمه ما يعجبني أو لا يعجبني حتى أنا لا اهتم بهذا... [/size]
دخلتا ماريا وكثرين إلى المطبخ لتحضير الطعام... وجلسنا أنا ومارك وبرونو أمام المدفئة نتبادل أطراف الحديث...
قال برونو: سنخرج بعد الغداء لنعاين المكان... أنا جد متشوق لاكتشاف هذه الغابة التي تحيطنا...
رد عليه مارك قائلا: ولكن يجب أن نرتاح قليلا من تعب الطريق... لنخرج بعد أن ننام بضع سعات لنستطيع السهر ليلا...
وافقته الرأي وبرونو أيضا اقتنع بكلامه... في هذه الأثناء خرجت كثرين من المطبخ بابتسامتها المعتادة وبشعرها الأسود المسدول على كتفيها وهي تحمل أطباق الطعام وماريا تتبعها بإطباق أخرى... وضعتا الطعام ونادتا لنا لنجتمع على الطاولة... تكلمنا وضحكنا طوال مدة تناولنا الطعام وبعد أن انتهينا اتجه الجميع إلى النوم...
لكن أنا بقيت مستيقظا أفكر في أيامي التي مضت... وفي الديون التي أغرقت نفسي بها جراء إدماني على لعب القمار وشرب الخمر هاربا من التفكير في كثرين... مر الوقت وأسدل الظلام ستارته السوداء... خرجت كثرين من غرفتها فوجدتني اجلس على الكنبة التي في الصالة...
اقتربت مني وجلست بجانبي وقالت: بماذا تفكر يا مايكل؟
جاوبتها وأنا أحدق في عيناها الساحرتان قائلا: لا أفكر بشيء أنا انتظركم لنخرج... في الحقيقة بدأت اشعر بالملل...
قالت لي: أنت تشعر بالملل لأنك وحيد يجب أن تجد فتاة تناسبك لتتزوجها... أنا أتوق لرؤية أولادك سينادونني عمتي أليس كذالك؟
ظهر بعض الحزن في عيناي وأنا أقول لها: لا أظن أنني سأجدها... ما يموت لا يمكن أن يعود للحياة...
قالت لي باستغراب: ماذا تقول؟ من الذي مات؟
قلت لها وأنا أحاول إخفاء حزني واستبداله بابتسامة: انه قلبي من مات... في الحقيقة انه ميت منذ أن ولدت... أنا لا أريد أن أحب ولا أن أتزوج إنني سعيد جدا هكذا ولا أريد أن اخسر حريتي...
قالت لي: مايكل أنا أعرفك جيدا... أنا أحس بأنك لست على ما يرام هذه الأيام اخبرني ما بك؟ هل لديك أي مشكل؟ هل يمكنني مساعدتك؟
قلت لها: ليست لدي أي مشاكل... لقد أخبرتك باني بخير...
نهضت من مكاني متجها إلى النافذة هاربا من نظراتها المليئة بالشك ولكي أخبئ دمعتي التي نزلت ساخنة من عيني...
في هذه الأثناء خرج مارك من الغرفة وقال: أنتما هنا؟ اقترب من كثرين وقبلها من وجنتها وأردف: ما بك حبيبتي؟ لماذا أرى في عينيك هذا الحزن؟
قالت له كثرين: لا شيء كنا نتحدث أنا ومايكل عن حياته... قلت له انه يجب أن يتزوج...
اقترب مارك أكثر من كثرين وعانقها وقال: نعم يا مايكل زوجتي معها حق يجب أن تحب وتتزوج... أؤكد لك أن الحب أجمل ما في الوجود... ألا ترى سعادتنا أنا وكثرين؟ كل هذه السعادة سببها الحب الذي يجمعنا يا صديقي... نظر إلى كثرين وأضاف قائلا: أليس كذالك حبيبتي؟
جاوبته وهي تنظر له بعينان لامعتان: أكيد حبيبي انه الحب...
رأيت هذا المنظر أمامي وأنا احترق من الداخل ليتهم يتوقفون عن هذا... إنني أموت كلما رأيت حبهما الكبير لبعضهما... ابتسمت كي لا ابكي وقلت: كل ما تقولانه لا يهمني... أنا اكره تلك البلادة التي تسمى الحب... التفت إلى النافذة وأردفت: اينهما برونو وماريا؟ ألا يزالا نائمان؟ يجب أن نخرج فنحن لم نأتي إلى هنا لكي ننام...
خرج برونو من الغرفة وهو يتثاءب وقال: كيف هو الجو في الخارج؟
جاوبته قائلا: يبدوا جيدا هل سنخرج؟
خرجت ماريا من غرفتها وقالت: أظن انه من الأفضل ألا نخرج هذه الليلة... أن الظلام حالك والبرد قارص في الخارج...
قاطعتها كثرين قائلة: ماريا معها حق الجو بارد جدا... من الأفضل أن نسهر هنا... سأحضر لكم عشاء شهي ونجلس أمام المدفئة نتسلى مع بعضنا...
وافق الجميع إلا أنا... فالفكرة لم تروقني كثيرا لأنني اكره رؤية انسجام كل واحد منهم مع زوجته...
بقيت شارد طوال وقت العشاء اشعر ببعض الندم لمجيئي معهم لهذا المكان... كنت أريد أن اقضي بعض الوقت مع كثرين... ولكن أنا الآن لا اشعر سوى بألم يعتصر قلبي...
جلسنا جميعا أمام المدفئة واقترح مارك أن نلعب لعبة الويجا تردد الجميع في البدء ولكنه سرعان ما أقنعنا بأنها لعبة ممتعة وان ما يقولون عن أنها مخيفة ما هي إلا تافهات... احضر الويجا بسرعة من حقيبته وهي عبارة عن لوحة مستطيلة مكتوب عليها جميع الحروف و كلمات نعم ولا ومرحبا ووداعا... ومعها مثلث صغير فيه ثقب في الوسط هو المؤشر الذي يجاوب على الأسئلة بتحركه فوق الحروف والكلمات... وضعها على الطاولة ووضع إصبعه على المؤشر وطلب مني أن أضع أصبعي أيضا لكي تحضر ويجا... بقي يقول كلمات غريبة إلى أن تحرك المؤشر من مكانه متجها إلى كلمة مرحبا... قال مارك بفرح: لقد حضرت ويجا هيا بسرعة ليسألها أحدكم... قالت كثرين: عزيزي كف عن هذا المزاح... إنكم تحركون المؤشر بأيديكم لتخيفونا
جاوبها قائلا: أنت لا تصدقينني تعالى وضعي إصبعك لتتأكدي انه يتحرك لوحده... نهضت كثرين واقتربت وجلست بجانبي مكان مارك ووضعت إصبعها جانب إصبعي... أحسست بدفئها وشممت رائحة عطرها... كم اضعف أمام هذه الإنسانة التي سلبت مني كل حياتي بدون أن تعلم... عدت من سرحاني على صوتها وهي تقول: يا اللاهي إن المؤشر يتحرك بمفرده... [/size]