إن
الحرب الدائرة في الأراضي الأفغانية تترك وراءها الدمار وقتل المئات من
المدنيين ... وجرح المئات الآخرين... وتشريد الآلاف الآخرين إلى أراضي
أكثر أمانا ... دون وصول الأمريكان إلى ما يقدونه إلا استهداف الأبرياء
... وهناك الكثير من المعاناة التي لم تصل إليها أعين الإعلام والصحافة
... وكثير من الأحداث التي لم يتعرف عليها العامة ... ومن تلك الأحداث هذه
القصة الواقعية
أنقلها التي وردت في إحدى الصحف اليومية العربية الناطقة بلغة أجنبية في
إصدارها ليوم الخميس الموافق : 16/8/1422هـ " غل جمن شيخ تجاوز الستينات
من عمره أحد أولئك الذين يعانون معاناة الحرب الأمريكية يسكن مع أسرته في
إحدى القرى القريبة من مدينة جلال آباد الأفغانية فلم اشتدت الحرب فرَّ
ساكني هذه القرية ( الذين يملكون مصاريف السفر ) حفاظا للأرواح ولم يبقى
إلا القليل منهم ... وكان غل جمن من ضمنهم ... ولما أحست زوجته بخطر الموت
. قالت لزوجها : لماذا لاننتقل إلى باكستان ... أو إلى المناطق المجاورة
لنا الأكثر أمانا ... نقي أنفسنا من الموت التي تراودنا كل ليلة وكل يوم
.. رد الزوج : وكيف لنا السفر ولانملك شيئا من المال الذي يساعدنا على
السفر . قالت : لدي خمسمائة روبية .. خذها وتصرف في إخراجنا من هنا ...
أخذ الزوج المبلغ وخرج وذهب إلى أقرب سوق ... واشترى بطارية شاحنة
وكشافتين ... وأخفاها في مكان ما لم يخبر الزوجة ماكان يريد فعله ... سألت
الزوجة : ماذا فعلت ؟ الزوج : إن شاء الله الفرج قريب ... وفي الليل أخذ
غل جمن البطارية والكشافات وطلع بها إلى أعلى قمة جبل بجوار بيته ... فشغل
الكشافات .. ونزل من الجبل ... ينتظر ما كان يخطط له ... ولكن لم يحصل
شيئا لما خطط له .. وفي الليلة الثانية فعل ذلك مرة أخرى ... مع تأكيده
لزوجته أن الفرج قريب .. ولكن لم يحصل له شيئا في هذه الليلة أيضا ...
فيئس من خطته ولكن فكر أن يجرب خطته مرة ثالثة لعل وعسى أن يفلح ... وفي
الليلة الثالثة فعل مثل مافعله في المرات السابقة ... وفي منتصف الليل يرى
الرجل أن خطته بدأت تنجح ... حيث يرى طائرات أمريكية تقذف بغزارة قنابل
وصواريخ المنطقة التي أنار فيها الكشافات .. ومع طلوع الفجر أخذ غل جمن
يطلع الجبل بنشوة النجاح ... وأخذ يجمع قطع حديد القنابل والصواريخ
المنتشرة في سطح الجبل ... فلما جمع كمية من حطام الصواريخ الأمريكية ...
أخذها إلى السوق وباعها فكسب 1500 ألف وخمسمائة روبية ضعفي المبلغ الذي
اشترى به أجهزة عمليته الفريدة في هذه الحرب ... واستغفل الأمريكيين
بذكائه ودهائه ... وانتقل بأسرته إلى جلال آباد ...