ورحل الشبل ( شفيق ) أيوب التويجري لم يتجاوز عمره الثامنة عشر حين وطئت
قدمه أرض الجهاد في الشيشان ، في وقت من أمس الأوقات وأشدها حاجة
للمجاهدين أمثاله ، الذين تشربت قلوبهم حب الجهاد واشرأبّت أعناقهم
للشهادة في سبيل الله تعالى ، كان ملتزماً منذ حداثة سنه و لم تعهد عنه
صبوة ولم تعرف عنه فترة فكان كما قال النبي صلى
الله عليه وسلم ( عجب ربك من شاب لم تكن له صبوة ) ، تميز بخصلة حميدة
عزيزة من أعز الخصال ألا وهي سلامة الصدر وصفاء النفس ( هذا ما يذكره عنه
إخوانه وأقرانه) نحسبه كذلك والله حسيبه . كان يحمل همّ المسلمين في قلبه
فيحزن لما يقع للمسلمين من قتل وتشريد وانتهاك أعراض، ويزداد قلبه غيظاً
وحنقاً على المجرمين الحاقدين من الصرب والملحدين ، ويزيد هذا الهمّ ما
يراه من تقاعس المسلمين عن نصرة إخوانهم وانشغالهم بأنفسهم حتى عمّت
المنكرات وأصابهم الذل والهوان و حب الدنيا وكراهية الموت ، وحمل هذا الهم
وهذا الغيظ في قلب واحد بين جنبيه ، هذا يصارع هذا في قلبه كلما غدا أو
راح ، ويتابع أخبار المجاهدين عبر الأفلام المرئية والمسموعة ، حتى أعدّ
نفسه للجهاد في سبيل الله تعالى قبل رحيله بأشهر ربما تزيد على السنة ،
بعزيمة وقادة ، وشوق حار للجهاد في سبيل الله ، كان يردد على والديه شوقه
وطمعه للجهاد في الشيشان ، حتى حان رحيله ، وودع كل شيء يذكره بالدنيا ،
وارتاحت نفسه واطمأن باله ، عندما وقعت قدمه في أرض الشيشان ، بعد أن يسر
الله له الطريق بصحبة الشهيد ( أبو ياسر النشمي ) عبدالرحمن الصليب رحمه
الله وتقبله في الشهداء، فشارك إخوانه في جهادهم ضد العدو الروسي يتنقل من
موقع إلى آخر يثخن في أعداء الله ، يقاتل تارة ويرابط أخرى ، وهو لا يكلّ
ولا يمل مع ما يعانيه من الربو المزمن ، الذي ربما اشتد عليه في بعض
الأحيان ، ومع ذلك لم يكن هذا مانعاً له عن مشاركة المجاهدين والصبر معهم
. قصة مقتله : تنقل المجاهدون من قرية إلى قرية ومن منطقة إلى منطقة
وتوقفت مجموعة منهم مكونة من عشرة أفراد في إحدى القرى للراحة والتزود كان
من بينهم (شفيق ) رحمه الله ومكثوا في القرية عدة أيام ، ثم وقع هجوم من
قبل الروس على القرية فتمكن المجاهدون العشرة من الخروج من القرية ، وفي
الطريق حانت ساعة القتل ، حيث كان بعض الجنود الروس قد وضعوا كميناً
للمجاهدين ، فوقع المجاهدون في الكمين وقتل قائد المجموعة( شيشاني) واثنين
من المجاهدين( أحدهما شيشاني والآخر شفيق ) نسأل الله أن يتقبلهم في
الشهداء وتمكن الباقون من النجاة بأنفسهم والعودة إلى قواعدهم . أوصى
(شفيق) رحمه الله بإهداء سلامه لأبيه وأمه وإخوانه وأقرانه والدعاء له
وللمجاهدين جميعاً ، اللهم ارحم موتانا وتقبل شهداءنا وانصرنا على القوم
الكافرين . نقلا عن صوت القوقاز