قصص الشهداء العرب في البوسنه (3)ابوعمر الحربي ابوعمر الحربي(عبدالعزيز
الحربي): ان الأنامل لتحتار والحروف لتختلف حين يقف مثلي يكتب عن الجبل
الأشم والطود الشامخ والعلم في ارض الجهاد في البوسنه والهرسك ابوعمر
الحربي؟؟ سيرته على كل لسان عربي كان او بوسنوي لانه صاحب القلب الطاهر
والمحبة لاخوانه والتفاني لخدمتهم والايثار لهم لايفرق بين عربي وعربي او
مجاهد وآخر كلهم احبهم ويحبونه ويودهم ويودونه كان ممن شارك اخوانه الجهاد
في
افغانستان تلك البلاد التي صنعت الرجال امثال المعتز بالله وابوثابت ووحي
الدين المصريين رحمهم الله الذين اثروا في بلاد البلقان بخبرتهم العسكريه
واخلاصهم ولا نزكي على الله احدا بعد ان تم فتح كابل وبدأت المعارك بين
الأفغان ذهب الى السعوديه حيث مكث عند اهله وهو يتقلب على احر من الجمر
يريد الذهاب للمشاركة في الجهاد هناك ونيل شرف الشهاده ، وكانت رحلته في
عام 1414هـ الى بلاد البلقان حيث كان الحصار الكرواتي على اشده في ذلك
الوقت والمعارك بينهم وبين المسلمين مشتعله فذهب الى ايطاليا حيث محطة
الترانزيت للمواصلة الى زاغرب فنزل هو واحد رفاقه الى ايطاليا وخرجوا من
المطار لكي لايلفتوا الانتباه الى ان يحين موعد الرحله وصاحب ابوعمر
لايملك التأشيره واوهويملكها فأوقفتهم الشرطه خارج المطار واخذوا يسألون
ابوعمر عن التأشيره ولايعرف يخاطبهم الا بلغة الإشاره فأخذت الشرطه صاحبه
وتركت ابوعمر الذي جن جنونه كيف واين ومتى سيرجع صاحبه؟ والى اين اخذوه؟
فلما تبقى على الرحله القليل ذهب الأخ للمطار حزينا على فراق صاحبه ولا
يعلم ما يقول لمن يسأله عنه اين هو أو ماذا صار امره وبينما هو يتأمل بحزن
اذا وجد صاحبه قد قطعوا له تذكره على رحلة اخرى وتقابل هو واياه فأخذ
بالبكاء من الفرحة لمقابلة صاحبه فرحم الله ذلك القلب الرقيق فانطلقا نحو
بوابة الاقلاع متجهين الى زاغرب ومكث بها قرابة الشهرين ينتظر الطريق ان
يفتح حتى كتب الله له الدخول الى البوسنه والتحق بكتيبة المجاهدين العرب
واحبه اخوانه البوسنويين قبل اخوانه الأنصار حيث يسهر على راحة المرضى
والجرحى ويشارك المهمومين في همومهم ويسري عن المجاهدين بروح الدعابة التي
وهبها الله اياه حتى ان امير الجبهه ماكان يسمح له ان يغادر الجبهه الا
بالنادر للفراغ الذي يتركه بين الاخوان . كان ذات مره صائما يوم الاثنين
وهو جالسا في مسجد جبهة شيريشا ينتظر الاذان لكي يفطر هو وابو زياد النجدي
رحمه الله واثنين من الاخوه متحلقين حول صحن التمر يدعون الله وينتظرون
الاذان وكان احد الاخوه المجاهدين يقود سياره بالخارج بها تموين، وموقع
معسكر المجاهدين في منزل منخفض في الأرض فلما نزل الاخ بسيارته وكان الجو
ممطرا تزحلقت سيارته نحو المسجد بسرعه والمسجد مبني من خشب هش فاخترقت
جدار المسجد والناس في هدوء وطمأنينه فدخلت السياره بصوت مرعب وسرعة مذهله
فالتفت ابوعمر فإذا مقدمة السياره تضرب كتفه والاخوة الصيام تحتها فأغمي
عليه فلما افاق قال ضننتها قذيفه ضربتني فاستبشرت بأنني كنت صائما لألقى
الله وانا صائم مرابط في سبيله ولكن الله لم يشئ لي. مرت الايام وكان كلما
تراوده الأفكار بالرجوع الى اهله يقول انا لم آتي هنا الا لأصاب هنا وادخل
الجنة من هنا( وكان يؤشر على رأسه) مرت الأيام حافلة بقصص ابوعمر المرحه
ومقالبه مع اخوانه وشجاعته واقدامه وكان رحمه الله يرفض الاماره رفضا
شديدا حتى الزم بها في عملية الكرامه فكان اميرا على مجموعة معه في شهر
صفر لعام 1416هـ وتحرك بمجموعته نحو الصرب بكل ثقة وشجاعه وكان الصرب على
علم بقدوم المجاهدين لهم في تلك الليله حسب اخبارية اتتهم من الUN فكانوا
مستعدين فأمر ابوعمر الحربي رحمه الله المجاهدين بالتوقف وتقدم قبل بداية
المعركة بقليل فكان الصرب يمشطون بشكل اعمى فأصابت ابوعمر رصاصات في صدره
وقع بعدها مقتولا رحمه الله وكان قد حادث والدته ووالده حفظهما الله
وكانوا يستعطفونه ان ينزل لهم ليرونه ثم يرجع لأن لهم سنة ونصف لم يروه
خلالها فأخبرهم انه بعد هذه المعركه سيرجع اليهم وقال جهزوا لي العروسه
اريد الزواج فور رجوعي ولكن الله اختار له زواج من نوع آخر ان شاء الله
فرحم الله ابوعمر الحربي وتقبله في عداد الشهداء ورآه احد الإخوه الأفاضل
في رؤيا بعد مقتله فقال له ماذا حدث لك بعد مقتلك فقال ابوعمر رأيت اثنتين
من اجمل النساء احداهن تمسح التراب عن وجهي وتقول لي لاتخف يااباعمر لاتخف
يا اباعمر فوداعا اباعمر الى جنات الخلد ان شاء الله والهم والديك
الصالحين ولا نزكي على الله احد الصبر والسلوان